Monday, January 3, 2011

رنة تليفون



صمت قليلا ثم فجائها قائلا :
اتعرفين انني لست بشخص متدين حتى انني لاذكر اخر مره صليت فيها او ذهبت
فيها الى المسجد.

قالت : و ما دخل هذا في الموضوع الذي نتحدث عنه؟
استمر في شروده. سحب نفسا طويلا من سيجارته ثم بادرها قائلا :
اذكر عندما كنت صغيرا انه كان يضرب بي المثل في التدين و الالتزام و الاخلاق
لكنني الان لست كذلك.

قالت : هل انت مريض ام محموم ام ان الخمر بدأت تأثر على عقلك ؟
؟عن ماذا تتحدث? و لماذا تقول لي هذا الكلام و في هذا المكان

همت بالانصراف, فامسك يدها و قال :
؟اتعرفين انني مؤمن
قالت ضاحكه مستهزئة :
كيف ؟و ان ما اعرفه عنك انك ملحد بل انت تتباهي بكونك ملحد
كيف؟ و انت تأتي يوميا الى هذا الخمارة
كيف؟ و انت تمارس مع الرذيلة يوميا تقريبا

لم يجيب عن اسألتها ربما لانه لا يعرف كيف يواجه نفسه بكل هذه الاسئلة, لا يعرف كيف يواجه نفسه بالحقيقة قال:
اتعرفين انني اكثر ايمانا من اي شخص اخر تعرفيه
لكنني رغم ذلك احسد الاشخاص المتدين
هؤلاء الذين وجدوا راحة بالهم و عقلهم عندما سلموها الى الله و كفوا عن طرح



الاسئلة و رضوا بغض نظرهم عن رؤية الاسئله
رغم ان كل ما حولهم يدعوا الى الدهشة و الاستغراب و يحث على الفضول

اتعرفين انني تمنى يوما ان اجد الايمان الحقيقي
هذا الايمان الذي حدثونا عنه في المدارس و في المساجد
هذا الايمان الذي قالوا انه يبعث على السكينة و الطمأنينه و الخلاص
ربما و جدت فيه اجابة لاسئلتي

تطلق ضحكة رقيعه و تقول :
انت متدين !
اتريد ان تصلي و تصوم و تحج كيف يعقل هذا
لابد انك اكثرت من الشراب

تطلب منه مرة اخري ان يعودا الى البيت لكنه يستمر في الهذيان و قال:
دعيني اسألك سؤال هؤلاء الاشخاص الذين تابوا او اسلموا او امنوا او اهتدوا او شيئا من هذا القبيل
هل فعلا اهتدوا غصب عنهم؟ اقصد انهم فجأه وجدوا انفسهم نادمين على ما فعلوا بعدما مروا بتجربة صعبة اثرت فيهم
هل دب الايمان في قلبهم دون استئذان؟
هل فعلا ان القلوب بيدي الله يهدي منها ما يشاء؟
ام انهم اختاروا هذا الطريق لان فيه راحتهم النفسية
هل تعلقوا بالايمان كالغريق الذي تعلق بقشة؟



صمت قليلا
لكن عينيه لم تصمت
باحت بسرها و بسره و فاضت بانهار من الدموع
اتساءل متى يحدث لي مثلما حدث لهم؟
اتساءل هل سيأتي علي و قت اجد نفسي ضائعا لا شئ يهديني غير الايمان؟
هل ستأتي اللحظة التي اكون نادما فيها عما فعلت و اطلب غفران الرب؟
هل ستاتي هذه اللحظة من حيث لا ادري
ام ان من المفترض ان ابحث عنها
هل سيأتي الوقت فعلا الذي يهديني فيه الله؟
و يقضي امرا كان مفعولا
ام هل علي ان اغير انا من نفسي؟
و اختار هذا الطريق بنفسي


تصر عليه بالعودة الى البيت
و تطلب الحساب
فينهض مترنحا
يقلب الطاولة بما عليها و يصرخ باعلى صوته


انا ضائع ولا املك اية اجابة لاسئلتي
انا ضائع ولا اعرف هل ستأتي هذه اللحظة ام لا
انا ضائع ولا اعرف هل ساعثر على الطمأنينه ام لا

انا ضائع و لا اعرف هل ستكف علامات الاستفهام عن راسي ام لا





ينهار على الارض لا يعرف هل هذا بسبب الخمر ام ان اعصابه لم تتحمل
يرن هاتفه
و تنطلق النغمة التي خصصها لوالده لانه يحب هذه الغمه جدا كوالده
يغني الهاتف

"انك لا تهدي الاحبة والله يهدي من يشاء"

يجهش بالبكاء و يرد على ابيه ليسمع صوته قائلا
"اذيك يا (..........) عامل ايه يا ابني بقالك كتير سايب البيت و مش بتطمنا على"



يلاحظ ابيه بكاءه ويقول له
"مالك يا (.........) فيك حاجه"
يرد على ابيه بجمله واحده

"بابا انا اسف"

ليغمى عليه بعدها


تنبيههذة القص محض خيالو اي تشابه بين شخصياتها او احداثها و بين الواقعفهو بالصدفهبجد مش بهزر

No comments:

Post a Comment